للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإبراهيمُ، وإسماعيلُ، وإسحاقُ، ويعقوبُ، والأسباطُ، وموسى، وهارونُ، وداودُ، وسليمانُ، وعيسى، وحِزقيلُ (١)، وأشموئيل (٢)، وعزيرٌ، صلوات اللَّه عليهم.

وعلى العموم في قوله: {تِلْكَ الرُّسُلُ} [البقرة: ٢٥٣]، وفي قولهِ: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: ٢٨٥].

وقولُه: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}: ذُكر الغضب في قوله: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: ٩٠]، والضلالُ في قولهِ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: ١٩٨]، وقولهِ تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا} [البقرة: ٢٦] ثم هم اليهودُ والنصارى، وأكثر صدر السورة في ذكرهم، إلى أن قال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} الآية [البقرة: ١٢٠].

ثم السورةُ تُدعَى سورةَ البقرة، ومِن الناس مَن قال: يقالُ: السورةُ التي يذكر فيها البقرةُ، ويُستقبَحُ إضافةُ السورة إلى البقرة، وكذا سورةُ النحل ونحوُها.

والصحيح: أنه لا حاجة إلى هذا التكلُّف، فإن المراد من هذه الإضافةِ هو ما قال: إنها ذُكرت فيها، وقد قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سنامُ القرآنِ سورةُ البقرة" (٣)،


(١) في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [البقرة: ٢٤٣] رواه الطبري عن وهب بن منبه وسيأتي.
(٢) في قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ} [البقرة: ٢٤٦] قال ابن كمال باشا في "تفسيره": اختلفوا فيه، والأشهر الأظهر أنه أشمويل من نسل هارون عليه السلام.
(٣) رواه العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٦)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٨)، والطبراني في "الكبير" (٥٨٦٤). وفي إسناده خالد بن سعيد المدني، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، قال: وفي فضل سورة البقرة رواية أحسن من هذا الإسناد وأصلح بخلاف هذا اللفظ، وأما في تمثيل القرآن فليس فيه شيء يثبت.