للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي ذلك أحاديث كثيرة (١)، فثبت (٢) إطلاقُ هذا الإطلاق.

ثم هذه السورة مدنيةٌ إلا آيةً منها نزلتْ يومَ النحر بمنًى في حِجَّةِ الوداع: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية [البقرة: ٢٨١]، وهي آخرُ آيةٍ نزلت بمكة (٣)، وقد نزلت بمكةَ خمسٌ وثمانون سورةً أولُها سورة الفاتحة وآخرها {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}.

ونزل سائرُها بالمدينة، وهي تسعٌ وعشرون سورةً أولُها سورة البقرة وآخرُها سورة المائدة.

وحروفُ سورةِ البقرة (٤): خمسٌ وعشرون ألفًا وستُّ مئةٍ وثمانيةٌ وخمسون (٥).

وكلماتُها: ستةُ آلافٍ ومئةٌ وستَّ عَشَرةَ كلمةً.

وآياتُها: مئتان وأربعٌ وثمانون آيةً عند أهل الشام، وخمسٌ عند أهل مكة


(١) "كثيرة": من (أ). وقد روى البخاري (١٧٥٠)، ومسلم (١٢٩٦)، عن الأعمش، قال: سمعْتُ الحَجَّاجَ، يقولُ على المِنْبَر: السُّورةُ التي يُذْكَرُ فيها البقرةُ، والسُّورةُ التي يُذْكَرُ فيها آلُ عمرانَ، والسُّورةُ التي يُذْكَرُ فيها النِّساءُ، قال: فذكَرْتُ ذلك لإبراهيم فقال: حَدَّثني عبدُ الرَّحمنِ بنُ يزيدَ أنَّه كان مع ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه حين رَمَى جَمْرةَ العقبةِ، فاستَبْطَنَ الواديَ حتى إذا حاذَى بالشَّجرةِ اعترَضها، فرَمَى بسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ ثُم قال: "مِن هاهنا والذي لا إلهَ غيرُه قام الذي أُنزلَت عليه سورةُ البقرةِ -صلى اللَّه عليه وسلم-". قال الآلوسي في "روح المعاني" (١/ ٣١٧): وهو معارِض لما روي من منع ذلك، وتعيُّنِ أن يقال: السورة التي يذكر فيها البقرة، وكذا في سور القرآن كله، ومن ثمة أجاز الجمهور ذلك من غير كراهة.
(٢) في (ف): "فيثبت".
(٣) "بمكة": ليست في (ف).
(٤) في (أ): "هذه السورة".
(٥) بعدها في (ر) و (ف): "حرفًا"، و"وثمانيةٌ" سقط من (ف). وفي "البيان في عد آي القرآن" للداني (ص: ١٤٠): وحروفُها خمسة وعشرونَ ألفا وخمس مئة حرف.