للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حال غفلتهم عن ذكر اللَّه تعالى، والذاكر قد يغفلُ، فلكلِّ صارمٍ نَبْوةٌ، ولكلِّ عالمٍ هفوة، ولكلِّ جوادٍ كبوة، ولكلِّ عابد غفوة (١)، ولكلِّ قاصدٍ فترة، ولكلِّ سائرٍ وقفة، ولكلِّ عارفٍ حَجْبة، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "وإنه ليغانُ على قلبي" (٢)، وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- "إن الحِدَّة لتعترِي خيارَ أمَّتي" (٣)؛ أي: قد يعتريهم ذلك مع علوِّ رتبتهم فيُخرجهم عن دوام الحِلْم (٤).

* * *

(٢٠٢) - {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}.

وقوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ}: أي: وإخوانُ الشيطان، وهم الغُواة.

وقوله تعالى: {يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ}: أي: الشياطين يُديمونهم (٥) في الغي.

وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}: أي: لا يَكفُّون بعدما مدَّهم الشياطينُ في غيِّهم.

أي: مَن عمِل بما يأمر (٦) به الشياطين، فإن الشياطين يزيدون في غيِّهم ويلحُّون


(١) في (أ): "ولكل عادم شره"، في (ر): "ولكل عايد شره"، والمثبت من (ف). وفي "اللطائف": (ولكل عابد شدة).
(٢) رواه مسلم (٢٧٠٢) من حديث الأغر المزني رضي اللَّه عنه.
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" (١١٣٣٢) و (١١٤٧١)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢٤٥٠)، وابن الجوزي في "العلل" (١٢٢٢)، من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما. قال ابن الجوزي: لا يصح، وفيه آفات سلام الطويل. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٦): فيه سلام بن سلم الطويل وهو متروك. ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (٦١٦) من حديث أبي منصور الفارسي، وهو مختلف في صحبته، وقال البخاري: حديثه مرسل. انظر: "الإصابة" (٧/ ٣٨٨).
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٩٩).
(٥) في (ر): "يدعونهم"، وفي (ف): "يمدونهم".
(٦) في (ف): "ما يأمر" وفي (ر): "ما تأمره".