للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسين بن الفضل رحمه اللَّه: {أُولَئِكَ} الذين فعلوا هذه الأفعال {هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} لا الذين يقولون بألسنتهم: آمنَّا، وقلوبهم منطويةٌ على خلافه، لا يقيمون صلاةً ولا يؤدُّون زكاة.

وقال ابن أبي نجيح (١): سأل رجلٌ الحسنَ: أمؤمنٌ أنت؟ فقال: إنْ كنتَ تسألُني عن الإيمان باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والحساب فأنا بها مؤمن، وإنْ كنتَ تسألُني عن قول اللَّه تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} فما أدري أنا منهم أم لا.

وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: {دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} على حسبِ ما أهَّلهم له من الرتب، فبسابق قسمتِه لهم استوجبوها، ثم بصادق خدمتهم -حيث وفَّقهم لها- بلغوها، {و} لهم {مغفرةُ}: سترٌ لمسيئهم في المآل ولأكابرهم في الحال، فيَستر مثالب العاصين غدًا فلا يفضحهم لئلا يُحجبوا عن مأمول أفضالهم، ويستر مناقب العارفين عليهم في الحال لئلا يُعجبوا بأحوالهم، وشتانَ بين السترين.

وأما الرزق الكريم: فما يعطيه اليومَ من حيث لا يُحتسب، وفي الجنة لا يقدرُ (٢) ما يكتسب.

وقيل: ما لا ينقص بإجرامهم (٣).

وقيل: ما لا يشغلهم به عن شهود الرازق (٤).


(١) قوله: "ابن أبي نجيح" كذا نقله المؤلف عن الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٣٢٨) وهو عبد اللَّه بن أبي نجيح من رجال "التهذيب"، ورواه البيهقي في "الشعب" (٧٦) وفيه: تمام بن نجيح، وهو من رجال "التهذيب" أيضًا.
(٢) في (أ): "بقدر"، وليست هذه العبارة في "اللطائف".
(٣) في النسخ: "ما لا ينقصه بإجرامهم"، والمثبت من "اللطائف".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٦٠٣).