للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٥) - {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}.

قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}:

قال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: لم يخرج لهذا الكلام جوابٌ في الظاهر؛ لأن جوابه أن يقول: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق يفعل (١) بك كذا، ثم أهلُ التأويل اختلفوا في جوابه:

قال بعضهم: هو صلةُ قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}؛ أي: يجادلونك في الأنفال كما جادلوك إذ أخرجك ربُّك من بيتك، فإنه قال: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (٥) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ}.

قال: ومنهم من يقول: جوابه في أمره بالقتال، يقول: كما أخرجك ربك من بيتك وهم كارهون، كذلك يكلِّفك القتال وهم كارهون لذلك.

قال: ومنهم مَن يقول: جوابه في قوله: {إِذْ يُغَشِيكُمُ النُّعَاسَ} إلى قوله: {وَيُثَبِّ بِهِ الْأَقَدَامَ} كما أجبتُم اللَّهَ تعالى في الخروج للقتال على غيرِ تدبيرٍ منكم في ذلك ولا نظَر، فعلى ذلك يُجيبكم في النعاس أمنةً منه، وانزالِ الماء من السماء والتطهيرِ به، وتثبيتِ (٢) الأقدام، على غير علم منكم ولا تدبير.

قال: ومنهم مَن يقول: كما أخرجك ربك من بيتك غير متأهِّبين ولا مستعدِّين للقتال، كذلك يَعِدُكم النصرَ والظفر (٣).


(١) في (ف): "فعل".
(٢) في (أ): "ويثبت".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ١٥٥ - ١٥٦).