للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تارةً إلى نفسه بقوله عز وجل: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّر} [نوح: ٤]، وإلى الخلق أخرى بقوله: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [الأعراف: ٣٤] لهذا (١).

وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الإسلامُ يَجُبُّ ما قبله" (٢).

وقال الكلبي: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: أبا سفيان وأصحابه {إِنْ يَنْتَهُوا}؛ أي (٣): يُسلموا {يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}: يُتجاوَز عنهم من الذنوب ما كان قبل الإسلام {وَإِنْ يَعُودُوا} لقتاله {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} بنصرِ اللَّه رسلَه، ومَن آمَن على مَن كفَر، بقتلهم في الدنيا ولهم العذابُ في العقبى (٤).

وقيل: نزلت في عكرمةَ بن أبي جهلٍ وعمرو بن العاص، فإن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لمَّا فتَح مكة هرب عكرمةُ إلى الجُدَّة، وركب البحر فهاجت الأمواج وخِيف الغرق، فقال الملاحون: لن ينجيَكم إلا الإخلاصُ ودين محمدٍ، قال عكرمةُ: فإن كان لا يُنجِيني في البحر إلا هذا لا يُنجيني في البر إلا هذا، فعزم على أن يرجع إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيسلمَ، فلمَّا خرج من البحر سالمًا أتى المدينة فدخلها بغَلَسٍ، فرأى عمرو بن العاصي قد جاء لذلك، فقال: ما جاء بك يا داهيةَ العرب؟ فقال: ما بقي من مكرٍ إلا عَمِلْتُه فلم يَنفدْ، فعلمتُ أنه الحق، فجئت لأبايع النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فاجتمعا على إتيانِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والإسلام وأقبَلا (٥)، فلمَّا قَرُبا من الباب كان يُقدِّم كلُّ واحد منهما


(١) "لهذا" ليست في (ف)، وكتبت في (ر) فوق السطر.
(٢) قطعة من حديث رواه مسلم (١٢١) عن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه، وفيه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له: "أمَا عَلِمْتَ أنَّ الإِسلامَ يَهْدِمُ ما كان قَبْلَه".
(٣) في (أ): "إن".
(٤) في (ف) و (أ): "الآخرة".
(٥) "وأقبلا" ليست في (ف).