للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بدأ السورة الكبرى بالألف، وجعله سابقًا؛ لِمَا فيه من معانٍ:

منها: الاستواءُ.

ومنها: الانتصابُ.

ومنها: الانقطاعُ عن سائر الحروف.

ومنها: التجرُّدُ عن النقط.

ومنها: الاستغناءُ عن الأمكنة، وهي (١) مخارجُ الحروف.

وفيه تنبيهٌ على أن العبد إذا أراد (٢) أن يصير سابقًا فلْيَستوِ ظاهرًا وباطنًا، ولْيَنتصِبْ لخدمة (٣) اللَّه، ولْيَنقطِعْ عن الخلق، ولْيتَجرَّدْ عن الأغيار، ولْيَتبتَّلْ عن الأمكنة.

ثم إنما سكِّنت هذه الحروفُ ولم تُعربْ لأنها حروفُ هجاءٍ وليست بأسماءٍ، قال أبو النَّجم:

أقبلَتُ مِن عندِ زيادٍ كالخَرِفْ... تَخطُّ رجلاي بخطٍّ مختلِفْ

تكتِّبانِ في الطريقِ لامَ الِفْ (٤)

فإن جعلتَها أسماءً وعطفْتَ بعضَها على بعضٍ أَعْربْتَها.

وأنشد أبو عبيدةَ:


(١) في (ف): "ومنها".
(٢) في (أ) و (ف): "فإذا أراد العبد" بدل من "وفيه تنبيهٌ على أن العبد إذا أراد".
(٣) في (أ): "بخدمة".
(٤) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (١/ ٢٨)، و"المقتضب" للمبرد (١/ ٢٣٧)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٣٣)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١٣٨) وعنه نقل المؤلف.