للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذا اجتَمَعوا على ألفٍ وواوٍ... وياءٍ هاج (١) بينهم القتالُ (٢)

ثم للقرَّاء في هذه الحروفِ عند الوصلِ إدغامُ ميمِ اللَّام في ميمِ الميم، والمدُّ، وتثقيل الميم، ويجوز تركُ المدِّ وتركُ الإدغامِ وتركُ التثقيلِ، وعند الوقفِ يصيرُ كذلك ويجوزُ ذلك، والأحسن إخراجُ كلِّها في (٣) نَفَسٍ واحدٍ.

ومحلُّ ذلك من الإعراب عند بعضِهم: أن {الم} ابتداءٌ، و {ذَلِكَ} خبرُه، و {الْكِتَابُ} صلةُ خبرِه، كقولك: زيدٌ ذلك الرجلُ لا شكَّ فيه.

وقيل: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} ابتداءٌ، وقوله: {الم} خبرُه، وقد ذُكر مقدَّمًا على الاسم كقولك: عالمٌ هذا الرجل.

وقيل: لا محلَّ لهذه الأحرف الثلاثةِ من الإعراب على وجه التعلُّق بما بعده، و {ذَلِكَ} مبتدأٌ، و {الْكِتَابُ} خبره، و {الم} قسَمٌ، أو افتتاحٌ، أو اسمٌ للسورة، أو أمرٌ؛ أي: اسمعوا هذه الحروف مقطعةً (٤)، وهو تامٌّ بنَفْسه.

وأمَّا نزولُها: فقد رَوَى أبو صالحٍ عن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: أن رهطًا من اليهودِ لعنهم اللَّهُ منهم: كعبطُ بن الأسرفِ، وحُيَيٌّ وجديٌّ ابنا أَخْطَبَ، وأبو لُبابةَ، وكعب بن أَسيدٍ، ومالك بن الصَّيْف (٥)، دخلوا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسألوه عن


(١) في (ف): "كان".
(٢) انظر: "المقتضب" للمبرد (١/ ٢٣٦)، و"معاني القرآن" للزجاج (١/ ٦١)، وعزاه ليزيد بن الحكم يهجو النحويين، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١٣٨) وعنه نقل المؤلف.
(٣) في (ف): "من".
(٤) "أي: اسمعوا هذه الحروف مقطعةً": ليس في (أ) و (ف).
(٥) في (ف): "الضيف". وفي هامش (أ): "مالك بن الصيف بالصاد المهملة في "عين المعالي" وفي "الكشاف".