للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{الم} وقالوا: نَنْشُدُك اللَّهَ الذي لا إلهَ إلا هو، أحقٌّ أنها أتتك من السماء؟ فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نعم كذلك نزلت"، فقال حييٌّ: لئن كنتَ صادقًا إني أعلمُ أنَّ أُكلَ (١) هذه الأمة من السنين ما نزل عليك، ثم نظر حييٌّ إلى أصحابه فقال: كيف ندخلُ في دِين رجلٍ إنما منتهَى أُكلِ أمَّته إحدى وسبعون سنةً، فقال له عمر رضي اللَّه عنه: وما يدريكَ أنها كذلك؟ قال: أخذتُها من حسابِ الجمَّل، فالألفُ واحدٌ، واللامُ ثلاثون، والميمُ أربعون، فضحك النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال حييٌّ: هل غيرُ هذا؟ قال (٢): "نعم"، قال: وما هو؟ قال: " {المص} " قال حييُّ بن أخطبَ: هذه أكثرُ من الأولى، هذه مئةٌ وإحدى وستُّون سنةً -وقد تبيَّن لنا في هذه تفسيرُ الأُولى؛ لأنه قال: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} فنحن المتَّقون الذين آمنَّا بالغيب قبل أن يكون (٣) - فهل غيرُ هذا؟ قال: "نعم {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود: ١] " قال حييٌّ: هذه أكثرُ من الأولى والثانيةِ، وقد أَحْكَمَ فيهنَّ وفصَّلَ، فنحن نشهدُ لئن كنتَ صادقًا ما مُلْكُ أمَّتكَ إلا (٤) إحدى وثلاثون ومئتا سنةٍ، فاتَّق اللَّه ولا تقل إلا حقًّا، فهل غيرُ هذا؟ قال: "نعم {المر} -إلى قوله: - {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} "، قال: فنحن نشهدُ أنَّا من الذين لا يؤمنون، ولا ندري بأيِّ قولك نأخذُ، فقال أبو ياسر: أمَّا أنا فأَشهدُ بما أُنزل على أنبيائنا أنهم قد أَخبروا عن مُلك هذه الأمةِ ولم يوقِّتوا كم يكونُ، فإن (٥) كان محمدٌ صادقًا فيما يقولُ إني لأراه سيُجمع له هذا كلُّه.


(١) فوقها في (ف): "مدة"، ومثله في هامش (ر)، ويريد بأكل أمته: طول مدتهم. وفي بعض المصادر: (إني لأعلم أجل هذه الأمة. . .)، والمعنى واحد. وكلمة: "أن" ليست في (أ).
(٢) في (ف): "فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٣) في (ر): "نكون"، وفي هامشها: "أي: قبل أن نبعث".
(٤) في (ف): "صادقا فملك أمتك إلى".
(٥) في (أ): "وإن".