للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذا كانت الهيجاءُ (١) وانشقَّتِ العصا... فحسبُك والضحَّاكَ سيفٌ مهنَّدُ (٢)

وهذا معنى قولِ الشعبيِّ وابنِ زيد (٣).

والثاني: الرفع بالعطف على اسم اللَّه عز وجل، وهو معنى قول الحسن (٤)، ومعناه: كافيك اللَّه وكافيك أيضًا مَن اتبعك من المؤمنين.

وأجاز الوجهين الكسائيُّ والفرَّاءُ والزجَّاج (٥)، ويجوز أن يكونا مرادَين (٦) بالآية.

و (مَن اتَّبعك) على قول أكثرهم للجمع؛ أي: ومتَّبِعونك من المؤمنين يَكْفونك أيضًا، وعلى القول الأول: اللَّه يكفيك ويكفي متَّبِعيك من المؤمنين.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: نزلت هذه الآية بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال (٧).

قال: وسورة الأنفال كلُّها مدنية إلا هذه الآيةَ فإنها نزلت بالبيداء (٨).


(١) في (أ): "إذا كنت في الهيجاء".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٤١٧)، و"الصحاح" (مادة: عصا)، و"شرح المفصل" لابن يعيش (٢/ ٤٨)، وعزاه في "ذيل الأمالي" (ص: ١٤٠) لجرير، وليس في ديوانه.
(٣) بل هو صريح قولهما كما رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (١١/ ٢٦٠)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٧٢٧).
(٤) ذكره القرطبي في "تفسيره" (١٠/ ٦٨).
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٤١٧)، و"معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٤٢٣).
(٦) في (ف): "ويجوز أن المرادين"، وفي (أ): "ويجوز أن يكونوا مرادين".
(٧) ذكره عنه الواحدي في "البسيط" (١٠/ ٢٣١)، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٢/ ٣٣١) عن الكلبي، فلعله مما رواه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وذكر هذا القول أيضًا ابن عطية في "المحرر الوجيز" (٢/ ٥٤٩) عن النقاش. وقد سئل ابن عباس رضي اللَّه عنهما فيما رواه البخاري (٤٦٤٥) عن سورة الأنفال فقال: (نزلت في بدر).
(٨) ذكره عنه الواحدي في "البسيط" (١٠/ ٢٣١).