للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} أعاد ذكر وصفِهم (١) ليبنيَ عليه بيانَ مدحهم وجزاءَ فعلهم، وهو قوله تعالى:

{أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}: قال ابن كيسان: أي: الذين حقَّقوا إيمانهم بالهجرة والجهاد وبذلِ الأموال في دين اللَّه.

وقوله تعالى: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}: كما بيَّن في أول هذه السورة الثناءَ والجزاءَ لهذه الطائفة، ثم بيَّن الذين يؤمنون ويهاجرون من بعدُ، وهو قوله تعالى:

* * *

(٧٥) - {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ}: أي: اللاحقِين بحكم (٢) السابقين، وهم من جملتكم وداخلون في ولايتكم.

وقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}: أي: بالتوارُثِ، وانتَسخ به ما كان من المؤاخاة بين الذين هاجروا والذين آوَوا ونصروا، وهو نصٌّ على توريث ذوي الأرحام عند عدم أصحاب الفرائض والعصبات، وهو حجةٌ لنا على الشافعي رحمه اللَّه فإنه لا يورِّثهم.

وقوله تعالى: {فِي كِتَابِ اللَّهِ}: قال الزجَّاج: في حُكم اللَّه (٣).

وقيل: في اللوح المحفوظ، وقيل: أي: في القرآن.

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: فيقضي بين عباده بما شاء من أحكامه.


(١) بعدها في (ف): "للنبي عليه الصلاة والسلام".
(٢) في (ف) و (أ): "حكم".
(٣) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٠/ ٢٧٢)، ولم أجده في "معاني القرآن" للزجاج.