للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اقْتَرَفْتُمُوهَا}: أي: اكتسبتُموها (١) {وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}: قال مقاتل: قل يا محمد للمتخلِّفين عن الهجرة: إن كان المقام مع آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم (٢) وعشيرتِكم، وأموالٍ اكتسبتُموها، وتجارةٍ ترجُون حصولَ أرباحها وتخشَون كسادها، ومساكنَ رضيتُموها، أحبَّ إليكم من الهجرة إلى اللَّه ورسوله ومن جهادٍ في نصرة دينه فانتظروا حتى يأتي اللَّه بأمره بفتح مكة (٣).

وقال عطاء: {بِأَمْرِهِ}؛ أي: بقضائه (٤).

وقال الحسن: {بِأَمْرِهِ} من عقوبةٍ عاجلةٍ أو آجلة (٥).

وقيل: أي: بعذابه، كما قال {أَتَاهَا أَمْرُنَا} [يونس: ٢٤].

وقال القفال: قطَع وجوهَ العُذر بهذا التعديد والبسطِ من الكلام، فلم يُجِزْ تركَ الهجرة والجهاد في سبيل اللَّه للميل إلى الشيء من الأسباب (٦) المميلة، ولم يجعلْ ما يَثقُل على الإنسان فراقُه من أبٍ بَرّ، وابنٍ يَتزيَّن به، وأخٍ يَعتضِد بمعونته، وزوجةٍ يَسكن إلى صحبتها وإلْفِها وخدمتها، وعشيرةٍ يَتعزَّز بهم ويستعين على دفع المُلِمَّات بنصرتهم، وأموالٍ مكتسَبة قد استَنفذَ في تحصيلها الوُسع، وأنفق على جمعها العُمر،


(١) "أي: اكتسبتموها" ليست في (ف).
(٢) "وأزواجكم" زيا دة من (أ).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ١٦٤).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٢)، والبغوي في "تفسيره" (٤/ ٢٥).
(٥) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٢/ ٣٤٩)، والواحدي في "البسيط" (١٠/ ٣٤٣).
(٦) في (أ): "الأشياء".