للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ}: أي: بمصالح العباد {حَكِيمٌ} فيما حكَم (١) وأراد.

وقال الكلبي: ولما قال علي بن أبي طالب: {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} قال له أناس من بكر بن وائل من التجار: يا أهل مكة، ستعلمون إذا فعلتُم هذا ماذا تلقَون من الشدة، ومن أين تأكلون، فشقَّ ذلك عليهم، فأنزل اللَّه تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: فأمرهم اللَّه تعالى بقتال أهل الكتاب وأغناهم من فضله (٢).

وقال عطاء: أغناهم اللَّه تعالى بالجزية الجارية شهرًا فشهرًا عامًا فعامًا (٣).

وقال القشيري رحمه اللَّه: مَن أناخ بعقوة (٤) كرم مولاه، واستمطر من سحائب جدواه (٥)، أغناه عن كلِّ سبب، وكفاه كلَّ تعب، وقضى له كلَّ أَرَب، وأعطاه (٦) من غير طلب (٧).

* * *


(١) في (ر) و (ف): "فعل".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٤٠٠).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٠٧١)، والطبري في "تفسيره" (١١/ ٤٠٤)، لكن عن قتادة.
(٤) في (ر): "بباب"، وفي (ف): "بعفوة"، والمثبت من (أ) و"اللطائف". والعقوة: شجر، وما حول الدار والمحلة. انظر: "القاموس" (مادة: عقى).
(٥) في "لطائف الإشارات": (جوده).
(٦) في (أ): "وأغناه"، والمثبت من (ر) و (ف) و"اللطائف".
(٧) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ١٩)، وما بين معكوفتين منه.