للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال رضي اللَّه عنه (١): فارسيتُه: (مطيع باش عاصي بي ذاكر باش ناسي بي شاكر) (٢).

وقيل: التقوى: زمُّ الجوارح وضمُّ الجوانح.

فزمُّ الجوارح: منعُ الأذن عن سماع اللغو، ومنعُ العين عن نظر اللَّهو، ومنعُ اللسان عن فضول الكلام، ومنعُ الحَلْق عن فضول الطعام، ومنع القدم عن التخطِّي إلى الأغيار، ومنعُ النَّفس عن مُلابَسة (٣) الأقذار.

وأما ضمُّ الجوانحِ: فهو جمعُ الهمة عن التَّفاريق، والتفرُّدُ عن وجوهِ التَّعاويق (٤)، والتنزُّهُ عن ألواثِ التَّعاليق، فمَن اتَّقى ظاهرُه ظهَر خلاصُه، ومَن اتَّقى باطنُه بطَن استخلاصُه، وحَظِي أذنُه بسماع كلام الحق، وعينُه برؤية الحق، ولسانُه


= (٣١٥٩) وصححه، وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٣٨)، والبيهقي في "القضاء والقدر" (٢٩٢) و (٢٩٣). وقال ابن كثير عند تفسير الآية (١٠٢) من آل عمران: هذا إسناد صحيح موقوف.
أما المرفوع عن ابن مسعود فقد قال أبو نعيم: رواه الناس عن زبيد موقوفًا، ورفعه أبو النضر عن محمد بن طلحة عن زبيد. ثم رواه من الطريق المذكور مرفوعًا، وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص: ١٦٠): وخرجه الحاكم مرفوعًا والموقوف أصح. وكذا ذكر ابن كثير عن الحاكم أنه رفعه وصححه ثم قال: والأظهر أنه موقوف.
وما استظهره هو الصواب، لكن قوله وقول ابن رجب في رواية الحاكم: مرفوعًا، مخالف لما في مطبوعة "المستدرك"، فلعله كذلك وقع في نسختهما منه.
(١) "قال رضي اللَّه عنه": ليست في (أ) و (ف).
(٢) من قوله: "فارسيته. . . " إلى هنا ليس في (أ). وفي هامش (ف): "هذه الألفاظ الفارسية تضمنت معنى سؤال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قوله تعالى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث".
(٣) في (ر) و (ف): "ملابس".
(٤) في (ر): "التعاليق".