للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما أمرُ خاصِّ الخاصِّ: فبتقوَى اللَّه عزَّ وجل: {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: ١٩٧].

فالعامةٌ عصاةٌ فخوَّفهم (١) بالنار كي يتركوا المعصية.

والخاصُّ مطيعون فدعاهم إلى الإخلاص كي لا يتحيَّروا في جوابِ سؤالِ الصدق يومَ القيامة.

وخاصُّ الخاصِّ للَّه وباللَّه ومع اللَّه، فأمرهم باتِّقائه، وهو أن يكونوا له ويتَّقوا ملاحظةَ غيره كيلا (٢) يقعوا في الحَجْبة، قال اللَّه تعالى: {وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: ١٩٧] واللبُّ: الخالصُ؛ أي: يا خُلَصائي كونوا لي لا لغيري.

وسُئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: ١٠٢] فقال: "هو أنْ يُطاعَ فلا يُعْصَى، وأنْ يُذكَرَ فلا يُنْسَى، وأنْ يُشكَرَ فلا (٣) يُكْفَر" (٤).


(١) في (ر): "خوفهم".
(٢) في (ر): "لئلا".
(٣) في (ف): "ولا" في المواضع الثلاثة.
(٤) روي مرفوعًا من حديث ابن عباس، وموقوفًا ومرفوعًا من حديث ابن مسعود، والصحيح وقفه:
فقد رواه البيهقي في "الزهد" (٨٧٨) وفي "القضاء والقدر" (٢٩٤) من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما، دون قوله: "وأن يشكر فلا يكفر"، وفي إسناده بكر بن سهل، وهو ضعيف. وذكره هبة اللَّه بن سلامة في "الناسخ والمنسوخ" (ص: ٦٢) بتمامه مرفوعا لكن دون سند ولا راو.
والذي في غالب كتب الحديث والتفسير والنواسخ روايته عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه موقوفًا، كما رواه ابن المبارك في "الزهد" (٢٢)، وعبد الرزاق في "التفسير" (٤٤١)، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (٤٧٥)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٥٥٣)، وأبو داود في "الزهد" (١٤٥)، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٨٤٧)، والطبري في "تفسيره" (٥/ ٦٣٧)، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص: ٢٨١)، والطبراني في "الكبير" (٨٥٠١)، والحاكم في "المستدرك" =