وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: أنكروا جوازَ الرُّؤيةِ فلم يرجوها، والمؤمنون آمنوا بجوازِ الرُّؤية فأمَّلوها.
وقيل: لا يرجون لقاءَهُ لم يشتاقوا إليه، ولم يشتاقوا إليه لأنَّهم لم يحبُّوه، ولم يحبُّوه لأنَّهم لم يعرفوه، ولم يعرفوه لأنَّهم لم يطلبوه، ولم يطلبوه لأنَّ اللَّهَ تعالى أرادَ أنْ لا يطلبوه، ولو أرادَ أنْ يطلبوه لطلبوا، ولو طلبوا لعرفوا، ولو عرفوا لأحبُّوا، ولو أحبُّوا لاشتاقوا، ولو اشتاقوا إليه لرجوا لقاءَه، ولو رجوا لقاءَه لرأَوه؛ قال تعالى:{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ} الآية [السجدة: ١٣].
وقال في قوله:{وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أصحابُ الدُّنيا رضوا بالحياة الدُّنيا فحُرِموا الجنَّةَ، والعبَّادُ والزُّهادُ ركنوا إلى الجنَّةِ ورضوا بها، فبقُوا في مراتبِ الوصلةِ.
وقال: لَمَّا كان الذي لا يرجو لقاءَه مأواه العذاب والفُرقة ثبتَ أنَّ الَّذي يرجو لقاءَه فعاقِبتُه الاقتراب والوصلة واللِّقاء والزُّلفة (١).