للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأدخلَ المؤمنين الجنَّةَ بأعمالهم، والكافرين النَّارَ بكفرِهم، ولكنَّه سبقَ مِن اللَّهِ الأجَلُ، فجعلَ موعدَهم يومَ القيامةِ (١).

وقال مجاهدٌ والسُّدِّيُّ: كان النَّاسُ أمَّةً واحدةً على الإسلام في زمنِ آدمَ صلوات اللَّه عليه (٢).

والآيةُ تنتظِم بقوله: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: ١١]، وهي تسليةٌ للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في تأخير العذاب عنهم.

وقيل: {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}: بإهلاكِ المبطِلين وتخليصِ المحقِّين.

* * *

(٢٠) - {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}.

وقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}: أي: مِن الآيات المقترحة، كما قال: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: ٩٠] الآيات.

وقوله تعالى: {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ}: أي: مالكُ الأشياء الغائبةِ والعالِمُ بها هو اللَّهُ تعالى، وهو أعلمُ بما ينزِّلُ عليكم مِن الآيات وما لم ينزِّلْ، وإنَّما أنا نذير مبلِّغ، وقد بلَّغتكم ما نزَّله عليَّ مِن القرآن الَّذي جعلَه آيةً لي، فليس بعدَ هذا إلَّا العقوبة المنتظرَة.

وقوله تعالى: {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}: أي: فانتظروا إهلاكَهم فإنَّا منتظرون ذلك.


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٢٥)، والواحدي في "البسيط" (١١/ ١٥٢).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٣/ ٦٢٢ - ٦٢٣) عن مجاهد و (٣/ ٦٢٥) عن السدي.