للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: وقيل: الزِّيادة: المحبَّة في قلوب العباد، يحبُّه المحسنون ويهابه كلُّ أحدٍ من غير سلطان.

قال: وقيل: التَّضعيف حتَّى يكون عشرًا وسبعَ مئة وما شاء اللَّه؛ يدلُّ عليه قوله تعالى في مقابلتِه: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا}.

قال: وقال قائلون: الزِّيادة هي قَبول حسناتِه مع ما فيها مِن الخَلْطِ بالسَّيئات.

قال: وقال قائلون: الحُسنى: ما تقدِّرُها العقول وتدركُها وتصوِّرها الأوهامُ، والزِّيادةُ هي الَّتي لا تقدِّرها العقولُ ولا تدركُها ولا تصوِّرها الأوهامُ، كما قال عليه الصلاة والسلام: "وفيها ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أذنٌ سمعَتْ، ولا خطرَ على قلبِ بشر" (١).

وقال أبيُّ بنُ كعبٍ رضي اللَّه عنه: سألْتُ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذه الآية، فقالَ: "الحُسْنَى الجنَّةُ، والزِّيادَةُ النَّظَرُ إلى وجهِ اللَّهِ تعالى" (٢).

وقال أنسُ بنُ مالكٍ رضي اللَّه عنه: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في قولِه جلَّ جلالُه: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥] قالَ: "يتجلَّى لهم ربُّهم" (٣).

وعن صهيبٍ رضي اللَّه عنه: أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى


(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ٣٢ - ٣٤). والحديث رواه البخاري (٣٢٤٤)، ومسلم (٢٨٢٤)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١٦٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ١٠٤٤)، والدارقطني في "الرؤية" (١٨٣)، واللالكائي في "الاعتقاد" (٧٨٠). وله شاهد من حديث صهيب رضي اللَّه عنه سيأتي قريبًا.
(٣) رواه الدارمي في "الرد على الجهمية" (١٩٨)، والبزار في "مسنده" (٧٥١٨)، واللالكائي في "الاعتقاد" (٨١٣)، كلهم موقوفًا على أنس رضي اللَّه عنه، وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أنس بهذا اللفظ إلا عثمان بن عمير أبو اليقظان، وعتمان صالح.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١١٢): رواه البزار، وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف.