للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قلْنا: معناه: ما لا ينفعُك ولا يضرُّك نفعَ الإلهِ وضرَّه؛ ولأنَّ عبادةَ ما لا ينفعُ ولا يضرُّ أخسرُ للصَّفقة، وأبعدُ عن الشُّبهة (١).

* * *

(١٠٧) - {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}: أي: وقيل لي ذلك أيضًا، وهو عطفٌ على الأوَّل.

وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}؛ أي: يُصبْكَ اللَّهُ بفاقَةٍ في معيشَتِكَ، أو آفةٍ في جسدِكَ، فلا كاشفَ لذلك الضُّرِّ إلَّا هو (٢).

{وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ}: يُصبْكَ بسعةٍ وغنًى وصحَّةِ جسمٍ {فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}: فلا مانِعَ لرزقِه {يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}: يخصُّ به مَن يشاءُ مِن خلقِه.

{وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}: غفورٌ لِمَنْ تابَ مِن شركِه، رحيمٌ بإنعامِه على جميعِ خَلْقِهِ.

أمرَه أنْ لا يخافَ شيئًا مِن الأصنام أو أحدًا مِن أولئك الأقوام في مجاهرتهم (٣) بخلاف دينِهم، بل يخافُ اللَّهَ إنْ دعا مِن دونِه ما لا يضرُّه وما لا ينفعُه؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى إن أصابَه بضرٍّ فلا كاشفَ له غيره، وإنْ أصابَه بخير فليس إلى أحدٍ سوى اللَّه ردُّه، وهو الغفورُ الذي يسترُ الذُّنوب، والرَّحيم بمَنْ يتوب.


(١) في (ف): "وأبعد للشبهة"، وكلمة: "وأبعد" كذا في (ر) و (ف)، وغير واضحة في (أ).
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (١١/ ٣٣٥)، وانظر: "تنوير المقباس" للفيروزابادي (ص: ١٠٧).
(٣) في (أ) و (ف): "مجاهدتهم".