للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نزلَتْ في الأخنس بن شَرِيقٍ الثَّقَفي، كان رجلًا حلوَ الكلامِ، حلو المنطق، يلقى رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بما يحبُّ، وينطوي بقلبِه على ما يكرهه (١).

وقال قتادة: أي: يحنون صدورَهم، وأخفى ما يكون الإنسانُ إذا حنى صدرَه وتغطَّى بثوبه، وأضمر همَّه في نفسِه (٢).

وقال مجاهد وعكرمة: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} بشكٍّ (٣) في اللَّه عزَّ وجلَّ وفي رسوله (٤).

وقال السُّديُّ: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}؛ أي: يعرضون بقلوبِهم عنك، من قولهم: ثنيْتُ عناني (٥).

وقال مجاهدٌ: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} مِن العداوة، {وَمَا يُعْلِنُونَ} مِن الوِفاق، {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}؛ أي: بما في القلوب من الخير والشَّرِّ.

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: ليستَخْفوا منه إنْ كانت الآيةُ في المنافقين


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٥٧)، والبغوي في "تفسيره" (٤/ ١٦٠)، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وصرح ابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٧٦) أنه من طريق أبي صالح عن ابن عباس. وذكره السمرقندي في "تفسيره" (٢/ ١٣٨)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٦٥)، عن الكلبي، وعلى هذا فلعله من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(٢) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١١٨١)، والطبري في "تفسيره" (١٢/ ٣١٩)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٩٩).
(٣) في (ر): "أي يعرضون بقلوبهم شك"، وليست هذه العبارة في خبر مجاهد وعكرمة بل هي عن السدي كما سيرد.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٣١٧)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٩٩) عن مجاهد، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٣٢١) عن عكرمة عن ابن عباس.
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٥٧)، والبغوي في "تفسيره" (٤/ ١٦٠).