وقيل: معناه: إنَّك عندَنا حليمٌ رشيدٌ، ولسْتَ تفعلُ بنا ما يقتضيه حالُك، فتسفِّهُنا وتمنعُنا عمَّا كان عليه آباؤنا العقلاء، وهذا ليس بفعل الحليم الرَّشيد، وهو كقول قوم صالح:{قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا}[هود: ٦٢].
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}: أي: أخالفَكُم في تركِ ما أمرتُكُم به ميلًا إلى فعلِ ما أنهاكُمْ عنه، بل لا آمرُكُم بشيءٍ إلَّا عملْتُ به، ولا أنهاكم عن شيءٍ إلَّا انتهيْتُ عنه.
وقوله تعالى:{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ}: أي: ما أُريدُ إلَّا الإصلاحَ في الأرض ما قدرْتُ عليه.
وقوله تعالى:{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ}: أثبتَ الإرادةَ والفعلَ مِن نفسِه، والتَّوفيق مِن ربِّه، وهو الجمعُ بينَ الطَّاعة والاستطاعة، وهو مذهبُ أهل السُّنَّة والجماعة، وهو خلافُ قولِ القدريَّة والجبريَّة.