للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زيدٌ، و: لي عليك ألفُ درهم إلَّا الألفان التي عليكَ لي (١)، فيكون معناه على هذا: ما دامَتِ السَّماوات والأرض سوى (٢) ما شاءَ ربُّك من الخلود فيها أبد الآبدين، حتى لا يخرجوا منها قط ما دامت عليها أضعاف مدة السماوات والأرض إلى ما لا تنقطع فيه الأوهام (٣).

والثَّاني: الاستثناءُ مِن الإخراج مع أنَّه لا يريدُ أنْ يخرجَهم: أنَّه لو شاء أنْ يخرجَهم لأخرجَهم، ولكنَّه حكم أنَّهم خالدون فيها، ولا تبديل لحكمه.

وأما القولان لأهل المعاني:

فأحدهما: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} مِن مقدارِ توقيفِهم على رؤوسِ قبورِهم للمحاسبة.

والثَّاني: وقع الاستثناء على الزِّيادة في النَّعيم والعذاب، وتقديرُه: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} مِن زيادة النَّعيم وزيادة العذاب (٤).


(١) قوله: "لي عليك ألفُ درهم إلَّا الألفان التي عليك لي" كذا جاءت العبارة في النسخ، ولفظ الزجاج: (لك عندي ألف درهم سوى الألفين -وإلا الألفين- اللذين لك عِنْدِي)، والمعنى من حيث الاستدلال متقارب.
(٢) في (أ): "إلا".
(٣) قوله: "من الخلود فيها أبد الَابدين. . . " إلى هنا وقع بدلًا منه في (أ): "من مقدار توقيفهم على رؤوس قبورهم للمحاسبة"، ولعله سهو من الناسخ أو سبق نظر، فإن هذه العبارة ستأتي في مكانها. أما عبارة الزجاج فقد جاءت مختصرة مفيدة للمعنى دون كل هذه الإطالة حيث قال: (سوى ما شاء ربك من الخلود والزيادة). وكذا نقل عنه الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٩٠)، والواحدي في "البسيط" (١١/ ٥٦١) ولفظه: (سوى ما شاء ربك أن يزيدهم من الخلود على مدة العالم).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٧٩ - ٨٠). ولعل أحسن الأقوال هو الأول؛ أي: (سوى ما شاء ربك من الخلود والزيادة)، ليتوافق مع قسيمه الآتي في أهل الجنة، فإنه هناك لا شك أنه للزيادة، لا =