للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أينَ أبو اليسر؟ " فقال: هذا يا رسول اللَّه، فقال: "أشَهِدْتَ معنا هذه الصَّلاة"، قال: نعم، قال: "فإنَّها كفَّارةٌ لِمَا عملتَ"، فقام عمر رضي اللَّه عنه فقال: يا رسول اللَّه، أهذا له خاصَّة أم لنا عامَّة؟ قال: "بل لكم عامَّة" (١).

وقال مقاتل: نزلَتْ في أبي مقبل عَمرو بن قيس التَّمَّار (٢)، أتتْهُ امرأةٌ في السُّوق تريد التَّمر، فقال لها: إنَّ هذا التَّمر ليس بجيِّد، وفي البيت تمرٌ أجود مِن هذا، هل لكِ فيه؟ قالَتْ: نعم، فذهبَ بها إلى بيتِه، فقبَّلها وجعل يدورُ حولَها، والمرأة تقول له: اتَّقِ اللَّه، فتركها، وسُقط في يدِه، فأتى أبا بكر رضي اللَّه عنه فسألَ عن ذنبِه، فقال له أبو بكر رضي اللَّه عنه: استرْ على نفسكَ وتبْ إلى اللَّه، فأتى عمرَ رضي اللَّه عنه فسألَه، فقال له كذلك، فأتى النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فسأله، فأنزل اللَّه جلَّ جلاله هذه الآية (٣).


(١) القصة بمجملها صحيحة، فقد روى نحوها البخاري (٥٢٦)، ومسلم (٢٧٦٣)، من حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه.
والبخاري (٦٨٢٣)، ومسلم (٢٧٦٤) من حديث أنس رضي اللَّه عنه.
ومسلم (٢٧٦٥) من حديث أبي أمامة رضي اللَّه عنه. وليس في الصحيحين تعيين صاحب القصة.
وكذا رواه بنحوه دون تعيينٍ الإمامُ أحمد في "مسنده" (٢٢٠٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٩٣١)، من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وسياقه قريب مما سيأتي عن مقاتل.
ورواه الترمذي (٣١١٥) من حديث أبي اليسر قال: (أتتني امرأة تبتاع تمرًا. . .) فذكره، قال الترمذي: حسن غريب، وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره.
وقد وقع في صاحب القصة اختلاف قدمنا بعضًا منه عن "الإصابة"، ومما قيل في اسمه: كعبُ بنُ عمرٍو أبو اليَسَرِ، وقيل: إنَّه عمرُو بنُ غَزِيَّةَ بنِ عمرٍو الأنصاريُّ أبو حَبَّةَ التَّمَّارُ، وقيل: ابنُ مُعَتِّبٍ رجلٌ من الأنصارِ، وقيل: أبو مُقْبِلٍ عامرُ بن قيس الأنصاريُّ، وقيل: نبهانُ التمَّارُ، وقيل: عبَّادٌ.
وقال الحافظ أيضًا في "الفتح" (٨/ ٣٥٧) بعد أن ذكر الاختلاف عليه: وأقوى الجميع أنه أبو اليسر.
(٢) في "تفسير مقاتل": "عمر بن قيس".
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٣٠١ - ٣٠٢). وانظر ما تقدم عند تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا =