للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهبَ إليه مِن أنَّ المُرادَ بقَولهِ تَعالى: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن: ٢٧] حِفظُه مِن الجَوانبِ كيلا يَقْربَه الشَّيطانُ عند إنزالِ الوحي فيُلقِيَ في وَحيه غيرَ الوحي، أو يَسمعَه فيُلقِيَه إلى الكَهنة فيُخبِرون به قَبلَ إخبار الرسول (١).

ومنها: ما نقَله عنه في رسالته المسمَّاةِ: "رسالةٌ في شرحِ حديثِ سأُخْبِرُكم بأوَّلِ أَمْرِي" فقال: وفي روايةِ النَّسفيِّ في "التَّيسير": "أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ أخي عيسى، ورُؤيا رأتها أمِّي آمِنةُ؛ خَرج منها نورٌ أضاءتْ له قصورُ بُصرى" (٢).

وغير ذلك كثير، كما نقل عنه أيضًا في "تفسيره" أمورًا لا تحصَى مصرِّحًا بالنقل عنه أحيانًا ودونَ تصريحٍ في أحيانٍ أخرى:

فممَّا صرَّح فيه: ما نقله في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: ١٠٨] قال بعدَ أن اختار تأويلًا للآية: وبما قرَّرناه تبيَّن الخلَل فيما قيل: إنه عليه السلام كان يطعن في آلهتهم، فقالوا: لتنتهينَّ عن سَبِّ آلهتنا أو نهجونَّ إلهك، فنزلت. فإنَّ عبارة: (نهجونَّ) تأبى عن التَّأويل المذكور، وقد ذكر في "التيسير" سببَ النزول على وفق ذلك التأويل.

ومنه: قوله في تفسير سورة الكهف: وفي "التَّيسير": كان البحرُ الذي يعمَلون فيه أصحابُ السَّفينة ما بين بحر فارسَ إلى بحر الرُّوم.

وكلٌّ وَرَدَ في هذا التفسيرِ كما سيأتي في موضعِه، وقد نقَل عنه في مواضعَ أخرى دون تعيينٍ، لكنْ بالمقابلةِ مع ما جاء في هذا التفسيرِ وجدْنا الكلامَ متطابقًا تمامًا:


(١) انظر: "مجموع رسائل ابن كمال باشا" (١/ ٢٧٩).
(٢) انظر: "مجموع رسائل ابن كمال باشا" (٢/ ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>