فمن ذلك: نكتةٌ ذكَرها ابنُ كمال باشا في تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ}[الصافات: ٤٩]، وكنَّا قد أوردناها في مقدِّمة تحقيقنا لـ "تفسير ابن كمال باشا" على أنَّها من إبداعاته وبناتِ أفكاره، ثم تبيَّن عند تحقيقِنا لهذا التفسيرِ أنها للمؤلِّف رحمه اللَّه، وهي قوله: قال في صفةِ الحور: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ}[الصافات: ٤٩] وفي صفةِ الولدان: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}[الواقعة: ٢٣]، وأشار بذلك إلى أن الحورَ للصُّحبة دون الولدان؛ لأنَّ اللؤلؤَ للنَّظر لا للذَّوق، والبيضَ لهما.
وهذا الكلامُ متطابقٌ بين التفسيرين.
ومما نقله عنه دون تصريحٍ أيضًا: قولُه في تفسير سورةِ يوسفَ: فأمَّا قوله: {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}[يوسف: ٢٠] فهي على القلَّة؛ لأنهم كانوا يعدُّون القليل وَيزِنون الكثير.
٥ - كما نقل عنه الشهابُ الخَفَاجيُّ في حاشيته على تفسير البيضاويِّ المسمَّاةِ:"عِنَايةُ القَاضِي وكِفَايةُ الرَّاضِي" في عشرات المواضع:
منها: قوله في تفسير الفاتحة: الغضبُ والضلالُ وردا جميعًا في القرآن لجميع الكفار على العموم حيث قال: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ}[النحل: ١٠٦] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء: ١٦٧] ولليهود والنصارى جميعًا على الخصوص حيث قال في حق اليهود: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}[المائدة: ٦٠] إلخ، وفي حق النصارى:{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا}[المائدة: ٧٧] كما في "التيسير"(١).