للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان بينَ دخولِ يوسفَ مصرَ إلى يوم خروجِ موسى أربعُ مئة عامٍ، وأوصى موسى أن يحملَ شخصه ويُدفن ببيت المقدس، وأوصى يوسفُ كذلك.

وقال وهبٌ: يُقال: إنَّ اللَّه لم ينزل كتابًا إلَّا ذكر فيه قصَّة يوسف تامَّة كما هي في القرآن، لا تزيد ولا تنقص.

* * *

(١٠٢) - {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}.

وقوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ}: أي: هذا من الأخبار الَّتي يغيبُ علمُها عن العباد، فلا يقفُ عليها إلَّا مَن علَّمَه اللَّهُ تعالى، فنحنُ نعلِّمُكَ ونوحِي (١) إليكَ.

وقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ}: أي: لدى إخوة يوسف {إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ}؛ أي: أحكموا الرَّأي والتَّدبير على طرحه في البئر {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} بيوسف؛ أي: يحتالون على أن يفرِّقوا بينَه وبين أبيه يعقوب، ليخلوَ لهم وجهُ أبيهم، فتعلمَ قصَّتهم بمشاهدَتِكَ إيَّاهم وحضورِكَ أمرَهم، ولكنَّ اللَّهَ مَنَّ عليكَ بتعريف قصَّتهم، ولم يكن يفعلُ ذلك بك وهو يريد أن يخذلَكَ وينصرَ أعداءَك عليكَ، بل ينصُرُكَ ويُعلِي شأنَك كما فعلَ بيوسفَ وإخوتِه، فاسكُنْ إلى هذا، ولْيَهُنْ عليك إعراضُ قومِك عنك، فإنَّ (٢) أكثرَهم لا يؤمنون.


= عباس: إن نوفًا البكالي يزعم: أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر، فقال: كذب عدو اللَّه" وذكر حديث موسى عليه السلام والخضر.
(١) في (أ): "ونوحيه".
(٢) في (أ): "بل".