للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حذف إحدى النُّونين (١)، كحذف إحدى التَّائين كقوله: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} (٢) [البقرة: ٧٠].

وقرأ الباقون: {فنُنْجِيْ} بنونين على الاستقبال (٣)؛ أي: فننجي الأنبياءَ وأتباعهم.

{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا}: أي: عذابنا {عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}؛ أي: الكافرين.

* * *

(١١١) - {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}: أي: في قصص يوسف وإخوته وأبيه.


(١) لعله أراد ما ذكره ابن مجاهد في "السبعة في القراءات" (ص: ٣٥٢) بقوله: (وروى نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو: {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} يدغم)، قال ابن مجاهد: (وهذا غلط في قوله: "يدغم" ليس هذا موضعًا يدغم فيه، إنما أراد أنها محذوفة النون الثانية في الكتاب وهي في اللفظ بنونين؛ الأولى متحركة والثانية ساكنة، ولا يجوز إدغام المتحرك في الساكن؛ لأن النون الثانية ساكنة، والساكن لا يدغم فيه متحرك، وكذلك النون لا تدغم في الجيم، فمن قال: يدغم، فهو غلط، ولكنها حذفت من الكتاب؛ أعنى النون الثانية لأنها ساكنة تخرج من الأنف فحذفت من الكتاب، وهي في اللفظ مثبتة). وهي خلاف المشهور عن أبي عمرو.
(٢) يعني: بضم الهاء، نسبت للحسن. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٤)، و"البحر" (٢/ ١٨٥).
(٣) هي قراءة الكسائي وحمزة وابن كثير وأبي عمرو ونافع. انظر: "السبعة" (ص: ٣٥٢)، و"التيسير" (ص: ١٣٠).