للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَيَسْخَرُوْنَ} على قراءة الضَّم (١)، وهو غاية الإنكار (٢) والكراهة، وهو مجازٌ على إرادةِ منتهى الأمر دون مَبدئِهِ.

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ}؛ أي: كفروا بإنكار البعث بربِّهم الذي هم يُقرُّون أنَّه (٣) خالقُهم.

وقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}: أي: يومَ القيامة، فإنَّه مِن عقوبةِ أهل النَّار، قال تعالى: {إِذْ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [غافر: ٧١]، ولم يذكر الأيدي مع الأعناق، وإنْ كان الاستعمال على هذا الوجه أنْ تكونَ الأيدي مجموعة إلى الأعناق؛ لأنَّه معقولُ (٤) المعنى، فوقعَ الاكتفاء بذِكْرِ أحدِهما عن الآخر.

وقيل: إنَّهم ممنوعون (٥) عن الإضرار بكَ، وإيصال المكروه إليك، وأنتَ معصومٌ عنهم، لا سبيلَ لهم إلى مَسِّكَ بسوءٍ، كالمغلول يداه إلى عنقه.

وقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: ذكرَ (أولئك) ثلاثَ مرَّاتٍ، والمراد به: هؤلاء، وجازَ ذلك لأنَّه مَضى (٦) الخبر عنهم، فجازَتْ الإشارةُ بـ (أولئك).

* * *


(١) وهي قراءة حمزة والكسائي. انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٥٤٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١٨٦).
(٢) "الإنكار" ليس في (أ).
(٣) في (أ): "الذي مقرون أنه"، وفي (ر): "الذين هم مقرون بأنه".
(٤) في (أ) و (ف): "مفعول".
(٥) في (أ) و (ف): "مخترعون".
(٦) في (أ) و (ف): "قصَّ".