للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتوعَّدهم اللَّهُ تعالى بهذا، ودلَّهم به على قدرتهِ وعَجْزِ آلهتِهم عن مثلِه، فقال: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ}؛ أي: اللَّهُ هو الذي يريكم -معاشرَ عبادِه- البرقَ في السَّماء {خَوْفًا} للمسافر، يخافُ أذاهُ لِمَا ينالُه مِن مطرٍ إنْ كانَ عقيبه {وَطَمَعًا} للحاضر، المعنى: أنْ يكونَ عقيبه مطرٌ فينتفعُ به.

وقال الضَّحَّاكُ: {خَوْفًا} من العذاب، {وَطَمَعًا} في الغيث (١).

وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: {خَوْفًا} للمسافر، {وَطَمَعًا} للمقيم (٢).

وقال قتادة: {خَوْفًا} للمسافر يخافُ أذاه ومعرَّته، {وَطَمَعًا} للمقيم يرجو بركته ومنفعته (٣).

وقيل: {خَوْفًا} مِن هولِه وصواعقِه {وَطَمَعًا} في مطرِه.

والرَّعدُ والبرقُ فيهما أقاويلُ كثيرة ذكرناها في (سورة البقرة).

وقوله تعالى: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}: أي: ينشئ ويبدئ، والسَّحابُ هنا جمعُ سحابةٍ، ولذلك قال: {الثِّقَالَ} على الجمع؛ أي: الثِّقال بالمطر، وهو واحدٌ في قوله: {فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ} [الروم: ٤٨].

* * *


= ورواه الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٧٦) من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح (وتسمى سلسلة الكذب) عن ابن عباس. وسيأتي الخبر بتمامه قريبًا.
(١) رواه أبو الشيخ كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٦١٨)، وذكره الماوردي في "تفسيره" (٤/ ٣٠٧).
(٢) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٣١٣).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٣٦١)، والطبري في "تفسيره" (١٣/ ٤٧٥).