للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أجناس الآلهة، أم مِن خشبٍ، أم حديدٍ، أم رصاص، أم شَبَهٍ، أم صُفرٍ، أم ذهب، أم فضَّة؟ فأرسلَ اللَّهُ عليه صاعقةً نفخته فذهب (١).

وقيل: نزلَتْ في أربد بن قيس أخي لبيد بن ربيعة لأمِّه، وذلك أن عامر بن الطُّفيل أتى النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له: ما تجعل لي مِن أمرِكَ إنْ أسلمْتُ؟ فقال: "أجعلُ لكَ الوبر"، فقال: أليس ذلك لي؟ فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فما تريد أنْ أجعلَ لكَ (٢)؟ " قال: اجعل لي الأمر بعدَك، فقال: "ذلك إلى اللَّه تعالى"، فقال: فاجعلني على أعنَّة الخيل، فقال: "ليس ذلك إليَّ"، فغاظه ذلك فقال لأربد بن قيس: اكفني أمرَ محمَّد أو أكفيك أمره، قال: ما تريد (٣)؟ قال: اشغلْهُ بالحديثِ حتَّى أقتلَه، فأجابه إلى ذلك، فجاء عامرٌ فشغلَ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء أربدُ مشتملًا على سيفِه ليضربَه، واختلفوا فيما بعد هذا:

فمنهم مَن قال: شُلَّتْ يدُه.

ومنهم مَن قال: استمسكَ السَّيف في القراب فلم يقدر على سلِّه.


(١) في (أ) و (ف): "فذهبت تفجعه" بدل من "نفخته فذهب". وهذا الخبر الواحدي في "البسيط" (٢٤/ ٤٢٧)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٩/ ٢٦٦)، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في سبب نزول سورة الإخلاص.
وذكره بنحوه دون عزو في هذه الآية الواحدي في "البسيط" (١٢/ ٣١٦)، والزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٥١٩)، وفيهما أن القائل لذلك هو أربد لا عامر.
وروى نحوه النسائي في "السنن الكبرى" (١١١٩٥)، والبزار (٢٢٢١ - كشف الأستار)، وأبو يعلى في "مسنده" (٣٤٦٨)، والطبري في "تفسيره" (١٣/ ٤٨٠)، والعقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٢٣٢)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٢٧١)، من حديث أنس رضي اللَّه عنه، دون تسمية الرجل.
(٢) "أن أجعل لك" ليس في (أ) و (ف).
(٣) في (أ): "اكفني أمر محمد أو أكفيك ومن قال ما تريد" وفي (ر): "اكفني أمر محمد وأكفيك أمره".