للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النَّاسَ جَمِيعًا}؛ أي: إن اللَّه قادرٌ على أنْ يهديَ كلَّ النَّاسِ، ولكنْ لا تطمعوا أنتم في إيمانِهم، فإنِّي لا أهديهم لعلمي باختيارهم الضَّلال.

وقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}: قال ابنُ عبَّاس: {قَارِعَةٌ}: عقوبة (١).

وقال قتادة: بليَّة (٢).

وقال مجاهدٌ: وقعة هَلَكة؛ أي: مِن سراياه (٣).

وقال المبرِّد: داهيةٌ (٤). وأنشدَ لحسَّانَ رضي اللَّه عنه:

وأَمَّ النَّبيُّ بني مالكٍ... لقارعةٍ وَسْطَهُمْ تَنْزِلُ (٥)


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٤١) بلفظ: "عذاب من السماء ينزل عليهم".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٤٢)، ولفظه: "وقيعة".
(٣) وقع لفظ الكلام في (أ) هكذا: "وقال مجاهد دفعة وقيل هلكة أي من سراياه". وقد روي خبر مجاهد في المصادر بألفاظ مختلفة لكنها متقاربة، ففي "تفسير مجاهد" (ص: ٤٠٧)، و"تفسير الطبري" (١٣/ ٥٤١)، من طريق ابن أبي نجيح عنه قوله: (تُصَابُ مِنْهُمْ سَرِيَّةٌ أَوْ تُصابُ فيهم مُصِيبةٌ). ورواه سفيان الثوري في "تفسيره" (٤٥٦) عن ليث عن مجاهد بلفظ: ({تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} قال: السرايا)، وكذا رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٤٢) من طريق عكرمة عنه. وكذا رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٤٣) من طريق ليث أيضًا وزاد: (كان يبعثهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) وهذا يدل على أن الضمير في "سراياه" عائد على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد جاء في رواية أخرى عند الطبري: ({قَارِعَةٌ}: سَرِيَّةٌ)، وفي أخرى: (كتيبةٌ)، وفي أخرى: ({قَارِعَةٌ}: مصيبة من محمد {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} قال: أنتَ يا محمدُ {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ} قال: الفتحُ).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٩٤) بلا نسبة.
(٥) لم أقف عليه.