للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عنهما: هو كعبُ بنُ الأشرفِ، ومالكُ بنُ الصَّيفِ، وكنانةُ بن أبي الحقيق، وربيعة بن عَمرو (١).

ويجوز أنْ يكون جميعَ كفَّارِ عصرِه.

وقال مقاتلٌ: يعني: مشركي العرب (٢).

وقوله تعالى: {لَسْتَ مُرْسَلًا} قيل: جوابُ هذا وردَ منصوصًا عنه في آياتٍ، منها قوله تعالى: {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [يس: ١ - ٣]، ومنها قوله: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: ٦٨]، ومنها قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [البقرة: ١١٩].

ثمَّ معنى قولهم: {لَسْتَ مُرْسَلًا}: ما أنتَ برسولٍ مِن اللَّهِ إلينا؛ لأنَّكَ عاجزٌ عن إنزالِ ما التمسناهُ منكَ مِن الآيات.

وقوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}: أي: كفى باللَّه شهيدًا لي عليكم بما أقامه مِن الدَّلائل على صحَّةِ (٣) دعوى النُّبوَّة والرِّسالة، بالمعجزات الَّتي أظهرَها على يدي، وبما أيَّدني به مِن الإخبار عن الغيوب، وغير ذلك، وكفى بذلك شهادةً؛ لأنَّه ممَّا لا يتهيأُ لأحدٍ مِن البشرِ أنْ يعارضَها بمثلِها، أو ينقضَها بضدِّها.

وقوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}: عطفٌ على قوله: {بِاللَّهِ}.

وقيل: أُريدَ به عبد اللَّه بن سلام، كما قال: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: ١٠].


(١) في (ف): "وشعبة بن عامر" بدل: "وربيعة بن عمرو". وقد ذكره السمرقندي في "تفسيره" (٢/ ٢٣٢) دون نسبة بلفظ.
(٢) يعني: كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وسائر اليهود. ذكره الواحدي في "البسيط" (١٨/ ٤٥٠) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومقاتل، وانظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٣٨٤).
(٣) في (أ): "حجة".