للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {مِنْ} للجنسِ، والمراد بهِ جمعٌ، وهم: عبد اللَّه بن سلام، وتميمٌ الدَّاري، وسلمانُ الفارسي، والنَّجاشي، وعلماء أهل الكتاب الذين أسلموا.

وقرأ بعض المتقدِّمين: (ومِن عِنْدِهِ عِلْمُ الكتابِ) بكسر الميم والدَّال (١)، ومعناه: ومنْ عندِ اللَّهِ علمُ الكتابِ.

وكان يقول: حملُه على هذا أولى؛ لأنَّ حملَهُ على علماءِ أهلِ الكتابِ لا وجهَ له هنا، والسُّورة مكيَّة، وإسلامهم كان بعدَ ذلك.

لكنْ لا وجهَ لتَرْكِ القراءةِ المشهورةِ، والأكثرُ على أنَّ السُّورةَ مدنيَّة (٢)، واللَّه أعلم.

* * *


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٨٤ - ٥٨٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم، وهي قراءة شاذة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" لابن خالويه (ص: ٧٢)، و"المحتسب" لابن جني (١/ ٣٥٨).
(٢) قال الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٨٦) بعد أن ذكر خبرًا مرفوعًا عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يؤيد هذه القراءة: وهذا خبر ليس له أصلٌ عند الثِّقات من أصحاب الزُّهري، فإذا كان ذلك كذلك، وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشَّام والعراق على القراءة الأخرى، وهي: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: ٤٣] كان التَّأويل الَّذي على المعنى الَّذي عليه قرَّاء الأمصار أولى بالصَّواب ممَّن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصَّواب.