للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[إبراهيم: ٢٤]، {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [إبراهيم: ٣٣]، {عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم: ٤٢] (١).

وكلماتُها ثماني مئةٍ وثلاثون، وحروفها ثلاثةُ آلاف وأربع مئة وثلاثة وستُّون.

وانتظامُ أوَّل هذه السُّورة بخَتْمِ تلكَ السُّورة بذكْرِ (٢) الكتاب: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}، {الر كِتَابٌ}.

وانتظامُ هذه السُّورة بتلك السُّورة: أنَّ تلك السُّورة في بيانِ وحدانيَّةِ اللَّهِ تعالى وصفاتِه، وبيانِ القرآنِ، وبيانِ عقلاءِ المؤمنين، وبيانِ المعاندِيْن مِن المشركِيْن، وبيانِ اقتراحِهم وتكذيبِهم، وقوله في آخرِها: {لَسْتَ مُرْسَلًا} [الرعد: ٤٣].

وهذه السُّورة تسليةٌ له على ذلك: في أوِّلها بيانُ إنزالِ الكتاب عليه، وبيانُ مدحِه، وبيانُ إرسالِ الرُّسل مِن قَبْلِه وصبرِهِم على إيذاءِ قومِهم، وبيانُ عاقبةِ الفريقَيْنِ، ووَعْدُ الموافِقِيْنَ بالجنَّة، ووعيدُ المخالفِيْنَ بالنَّار، وبيانُ مَثلِ الإيمان (٣) ومَثلِ الكُفْرِ كما كان في (سورة الرعد)، والأمرُ بالصَّلاة والزَّكاة كما وعدَ في (سورة الرعد) على الصَّلاة والزَّكاة، وعِظمُ قَدْرِ الصَّلاة بذِكْرِها في قصَّةِ إبراهيم، وذِكْرُ القيامةِ فيها كما ذُكِرَ في تلكَ السُّورة، وختمُها بقوله: {هَذَا بَلَاغٌ لْلِنَّاسِ} [إبراهيم: ٥٢]، كما قال في تلك السُّورة: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} [الرعد: ٤٠].

* * *


(١) انظر: "البيان في عد آي القرآن" للداني (ص: ١٧١)، وما بين معكوفتين منه.
(٢) في (أ): "بذلك".
(٣) في (أ): "النار".