للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١) - {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.

قوله تعالى: {الر} مرَّتْ الأقاويلُ فيها مرَّات.

{كِتَابٌ}: أي: هذا كتابٌ أو سورةٌ {أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} (١) نحن (٢)، ما ألقَاهُ إليكَ شيطانٌ، ولا افتريْتَهُ أنت.

وقوله: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ}: أي: ظلمات الكُفْرِ {إِلَى النُّورِ}؛ أي: نور الإيمان {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}؛ أي: تفعلُ هذا بهم (٣) بأمرِ ربِّهم إيَّاك به.

وقوله تعالى: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}: هو ترجمةُ قولِه: {إِلَى النُّورِ}؛ أي: إلى طريقٍ دعا إليه اللَّهُ العزيزُ في ملكِه، الحميدُ عندَ جميعِ خلقِه بجلالِه وإفضالِه وحميدِ فِعالِه.

وقال القشيريُّ رحمَه اللَّه: لِتُخرِجَ النَّاسَ مِن ظلماتِ الجهلِ إلى نورِ العلمِ، ومِن ظلماتِ الشَّكِّ إلى نورِ اليقينِ، ومِن ظلماتِ التَّدبيرِ إلى نورِ شهودِ قضاءِ التَّقدير، ومن ظلماتِ دَعاوي النَّفسِ إلى نورِ معارفِ القلبِ، ومِن ظلماتِ التَّفرقةِ إلى أنوار الجمعِ، ومِن ظلماتِ الابتداعِ إلى أنوار الاتِّباع.

{بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}: بإرادتِه ومشيئتِه وسابقِ حكمِهِ وقضائِه، إلى صراطِ اللَّهِ، وهو نهجُ التَّوحيدِ بشواهدِ التَّفريد (٤).


(١) في (أ) و (ر): " {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ}؛ أي: هذا كتاب أو سورة {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} ".
(٢) في (ر): "بحق"، وفي (ف): " {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} "، وسقط التفسير منها.
(٣) في (ر) و (ف): "أي بفعل هداهم".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٣٨).