للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كقوله: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عمران: ١١٩]، وهو قولُ عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضي اللَّه عنه وابنِ زيد (١).

وقال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما في رواية الكلبيِّ: فردُّوا أيديَ أنفسِهم في أفواهِ أنفسهم؛ أي: وضعوا الأيدي على الأفواه؛ إشارةً إلى الرُّسل أنِ اسكتوا (٢).

وقال مقاتلٌ والحسنُ: في أفواه الرُّسُلِ يسكتونَهم بذلك (٣).

وهو كما فعلَ عتبةُ بنُ ربيعةَ حين قرأ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: (حم السجدة) حتَّى بلغَ قولَه: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: ١٣]، فوثبَ فوضعَ يدَه على فمِ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لئلَّا يقرأَ الباقي، وقال: خشيْتُ إنْ أتمَّ الآيةَ أنْ تأتيني صاعقةٌ مِنَ السَّماءِ فتحرقَنِي (٤).


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٤٠٠)، والطبري في "تفسيره" (١٣/ ٦٠٥) عن عبد اللَّه، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٦٠٦) عن ابن زيد.
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٠٨)، والواحدي في "البسيط" (١٢/ ٤١١) عن الكلبي.
أما ابن عباس رضي اللَّه عنهما فروى عنه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٦٠٧) قوله: لمَّا سمعوا كتاب اللَّه عجبوا، ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم.
(٣) ذكره الماوردي في "تفسيره" (٣/ ١٢٥) عن الحسن، وانظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٣٩٩)، وفيه: "وضع الكفار أيديهم في أفواههم، ثم قالوا للرسل: اسكتوا فإنكم كذبة -يعنون الرسل- وإن العذاب ليس بنازل بنا في الدنيا".
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣٦٥٦٠)، وعبد بن حميد في "مسنده" (١١٢٣)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٨١٨)، والحاكم في "المستدرك" (٣٠٠٢) وصححه، من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنهما. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٢٠): (رواه أبو يعلى، وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين، وغيره، وضعفه النسائي، وغيره، وبقية رجاله ثقات). وقال ابن كثير في "تفسيره": (الأجلح وهو ابن عبد اللَّه الكندي الكوفي وقد ضعف بعض الشيء).