للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: جلودُها صَليبة.

وقوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ}: أي: على عيونهم، فالبصرُ: العين، وجمعُه: الأبصار، كالسفر جمعُه: الأسفار، والإبصارُ بالكسر: الرُّؤية، والبَصَارةُ: صفة البَصير (١)، وقد بَصُر من حدِّ شَرُفَ؛ أي: صار بصيرًا، وبَصرَ (٢) به؛ أي: رآه، قال تعالى خبرًا عن السامريِّ: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} [طه: ٩٦].

والبصيرة: رؤيةُ القلب، والبصيرةُ: البيِّنة أيضًا، وقولُه تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: ١٤]، قيل (٣): أي: جوارحُه بصيرةٌ؛ أي: شاهدةٌ عليها بما رأت من عملها يوم القيامة.

وقوله تعالى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: ٢٢]؛ أي: علمُك نافذٌ.

وقوله تعالى: {وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [يونس: ٦٧]؛ أي: يُبصَرُ فيه.

وقولُه تعالى: {وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: ١٢]؛ أي: مضيئةً.


= والبيت لعلقمة من قصيدته في الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني، حين أسر أخاه شأسًا، فرحل إليه علقمة يطلب فكه. وقوله: (بها جيف الحسرى) المراد بالضمير آثار الطريق في متان الأرض كما يفهم من البيت الذي تقدمه، و (الحسرى): المعيية يتركها أصحابها فتموت، و (الصليب): الودك الذي يسيل من جلودها إذا مضى على موتها زمن وهي تحت الشمس ووقدتها. يقول: ماتت وتقادم بها العهد، فابيضت عظامها، وتفانى جلدها فلم يبق منه على أرض الطريق سوى آثار الودك الذي سال من جلودها. ووقع في النسخ: "جيفٌ حسرى"، والمثبت من المصادر.
(١) في (ر): "البصر"، وسقطت من (ف)، والمثبت من (أ)، وفي "العين" (٧/ ١١٧)، و"تهذيب اللغة" (١٢/ ١٢٣): (البصارة مصدر البصير)، والمراد أنها مصدر كالبصر. انظر: "اللسان" (مادة: بصر).
(٢) في (أ): "وقد بصر".
(٣) "قيل": من (أ).