للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ}: اقتُلعَتْ، وقد جثَّ جثًّا مِن حدِّ دخَلَ يدخُلُ (١)؛ أي: قَلَعَ، واجتَثَّ اجتثاثًا كذلك.

{مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} في الأرض، ولا فروعَ لها في السَّماء (٢)؛ لأنَّها مستأصَلةٌ مِن فوقِ الأرضِ، ولا عروقَ لها في الأرضِ فتزكوَ؛ لأنَّها قد اجتثَّتْ مِن أصلِها، أو أنَّها لا عروقَ لها في باطنِ الأرضِ، فإذا اجتثَّتْ -أي: أُخِذَتْ جُثَّتُها الَّتي هي بارزةٌ على وجهِ الأرض- مِن أصلِها انقطعَ ثمرُها، وهي شجرةٌ ليسَ لها أصلٌ ثابتٌ يتفرَّع، وإنَّما هي قطعةُ عودٍ أو نباتٍ على الأرضِ، لا ثمرةَ لها (٣)، ولا نماءَ، ولا نفعَ.

فكذلك كلمةُ الشِّركِ (٤) هي خبيثةٌ في لفظِ المتكلِّم بها؛ إذ هي ثناءٌ على جمادٍ لا يَعقِل، وتسميةٌ بالإلهيَّة لحجرٍ لا يضرُّ ولا ينفع.

وهي تثمرُ في الدُّنيا الذِّكْرَ القبيحَ، وتسفيهَ العقلِ، وتضليلَ الرَّأي، والتَّسميةَ بالأسماءِ المكروهةِ مِن الصُّمِّ والبُكْمِ والعُمْي، والتَّشبيهَ بالحُمُرِ والبهائمِ والأموات.

وتثمرُ في الآخرةِ العقابَ (٥) الأليم، وصاحبُها في لَبْسٍ مِن دينِه، واختلاطٍ مِن اعتقادِه، وعلى غيرِ بصيرةٍ مِن دَرْكِ الصَّوابِ فيه، وليسَ له عملٌ يصعدُ إلى اللَّهِ تعالى.


(١) في (أ): "من حد نكل". والمؤدى واحد، فإن نكل من باب دخل أيضًا. انظر: "مختار الصحاح" (مادة: جثث ونكل).
(٢) قوله: "في الأرض"، "في السماء" من (ت).
(٣) "لها" ليس في (أ).
(٤) في (أ): "و" بدل: "فكذلك كلمة الشرك".
(٥) في (أ): "العذاب".