للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أنسٌ (١): الشَّجرةُ الخبيثةُ: الشَّريان وهو الحنظلُ (٢).

وقال ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: هي شجرةٌ لم تُخْلَقْ، وهي مَثَلٌ (٣).

وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: خَبُثَتْ كلمةُ الشِّركِ لصدورِها عن قلبٍ هو مستقرُّ الشِّركِ ومنبعُهُ (٤).

{اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}: لأنَّ الكفرَ متضادٌّ متناقضٌ، ليسَ له أصلٌ صحيحٌ، ولا برهانٌ موجِبٌ، ولا دليلٌ كاشِفٌ، ولا علَّةٌ مقتضيةٌ، إنَّما ذلك شُبَهٌ وأباطيل، وضلالٌ وتضليل، اقتضاها وساوسُ وتسويل.

{مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} لأنَّها حاصلةٌ مِن شُبَهٍ واهية، وأصولٍ فاسدة.

* * *


(١) في (ر): "وقيل" وفي (ف): "وقال أليس".
(٢) في (أ): "الخبيثة هي السريانة وهي الحنظل" وفي (ف): "الخبيثة هي بالسريانة وهي الحنظل"، وفي (ر): "الخبيثة بالسريانية هي الحنظل"، والمثبت من المصادر. والخبر رواه ابن الجعد في "مسنده" (١١٠٧)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٢١٦)، والطبري في "التفسير" (١٣/ ٦٥٢ - ٦٥٣)، والخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٥١٢).
قال الخطابيُّ: أُراه غلطًا، وإنَّما هو: (الشَّرْيُ)، وهو الحنظلُ، وأمَّا الشَّرْيانُ: فهو شجرٌ يُعْمَلُ منه القِسِيُّ، يَنْبُتُ في بطون الأَودية ومجاري الماء.
لكن ذكر الزمخشري فيه تفصيلًا آخر، حيث قال: الشَّرْيان والشَّرْي: الحنظل، وقيل: هو ورقه، الواحدة: شَرْيةُ، وأمَّا الشِّرْيان بالكسر -وقد يفتح- فشجر يُعمل منه القِسِيُّ، الواحدة: شِرْيَانة. انظر: "الفائق" (٢/ ٢٣٩)، و"النهاية" (مادة: شرى).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٦٥٤).
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٤٩).