للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}: يجوُز أنْ يكون هذا مِن كلامِ إبراهيمَ، ويكونُ انتقالًا مِن المخاطبة إلى المغايبة، وهو أحدُ أقسامِ البلاغة.

ويجوزُ أنْ يكونَ هذا كلامًا معترِضًا في كلام إبراهيم، وهو كلام اللَّه تعالى؛ أي: صَدَق إبراهيم فيما قال: لا يخفى على اللَّه مِن شيءٍ في الأرضِ ولا في السَّماء؛ أي: علمَ اللَّهُ قصدَه بهذا الدُّعاء، فاستجابَ له في البيت وذريَّتِه.

* * *

(٣٩) - {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}.

وقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}: أي: الشُّكرُ للَّهِ على أنْ وهبَ لي هذَيْن الولدَيْن على كِبَرِ سنِّي وكِبَرِ سِنِّ امرأتي، كما قالت سارة: {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} [هود: ٧٢].

قال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: وُلِدَ إسماعيلُ لإبراهيم وهو ابنُ تسعٍ وتسعيْنَ سنةً، ووُلِدَ له إسحاقُ وهو ابنُ مئةٍ واثنتي عشرة سنة (١).

وقال سعيدُ بنُ جُبير: وهو ابنُ سبعَ عشرةَ ومئةِ سنةٍ (٢).

وقال مقاتلٌ: وُلِدَ إسماعيلُ لإبراهيمَ وهو ابنُ أربعٍ وستِّين سنة، ووُلِدَ له إسحاقُ وهو ابنُ سبعينَ سنةً (٣).


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٢٣).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٧٠٢).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٤٠٩).