للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: معناه: وما يرجعُ وَبالُ خداعهم إلا إليهم، قال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: ٤٣]، ومثلُه: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: ١٠]، {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: ٢٣]، {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: ٣٨]، {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: ٤٦].

وقال (١) في الإحسان: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: ٧]، {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ} [الأنعام: ١٠٤]، {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} [الإسراء: ١٥]، {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} [العنكبوت: ٦]، {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر: ١٨]، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ} [فصلت: ٤٦]، {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} [النمل: ٤٠].

ثم قال هاهنا: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}، وقال في سورةٍ أخرى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: ١٤٢]، وأريد به الجزاء.

وقيل: يعاملُهم على وَفق ما عامَلوه، وذلك فيما جاء: أنهم إذا أُلْقوا في النيران، وعذِّبوا فيها طويلًا من الزمان، واستغاثوا بالرحمن، قيل لهم: هذه الأبوابُ قد فتحت فاخرجوا، فيبادروا إلى الأبواب، فإذا انتهَوا إليها غلِّقت دونهم، وأُعيدوا إلى الآبار والتوابيت، مع الشياطين والطواغيت.

يقولُ اللَّه تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [آل عمران: ٥٤]، {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا} [النمل: ٥٠]، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: ١٥ - ١٦].

وقوله تعالى: {وَمَا يَشْعُرُونَ}: الشِّعْرُ: العلمُ والفِطنة، والإشعار: الإعلام، وإشعارُ الهَدْيِ منه، والشِّعار: العلامة، والمشاعر: المعالم، والشعائر: العلامات، وهي معالمُ الحج وأعمالُه، واحدتُها شَعِيْرةٌ وشَعَارةٌ، ثم هو اسمٌ لعِلمٍ خاصٍّ،


(١) في (ر): "ثم قال".