للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جعل مخادعتَه مخادعةَ اللَّه، فقد جعَل مبايعتَه مبايعةَ اللَّه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: ١٠]، وكذا في أشياءَ ذكرها في آياتٍ: {آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: ١٣٦]، {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (١) [الأنفال: ١]، {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [النساء: ١٤]، {اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: ١٧٢]، {وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأنفال: ١٣]، {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الحشر: ٨]، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} [البقرة: ٩]، {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ٩١]، {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: ٢٧٩]، {يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: ٥٧]، {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: ٦٢]، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: ٥٥]، {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة: ١٠٥]، {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١]، {مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: ١٠٠].

وقوله تعالى: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}: قرأ أبو عمرٍو وابنُ كثيرٍ ونافعٌ: {وَمَا يَخْدَعُونَ} بألفٍ، على موافقةِ الكلمة الأولى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ}، وقرأ الباقون: {وَمَا يَخْدَعُونَ} بغيرِ ألفٍ (٢)، لأن خَدْعهم أنفسَهم لا يَعْدُوهم.

وقال بعضُ (٣) أهل اللغة: يقال: خادَعَ: إذا لم يَبلُغ مرادَه، وخدع: إذا بلَغ مرادَه، فلمَّا لم يَنفُذ خداعُهم فيما قصَدوا كان مخادعةً، ولمَّا وقع ضررُ فعلهم على أنفسهم كان في حقِّ أنفسهم خدعًا.

وتفسيرُه: ولا ينفذُ خداعُهم فيمَن قصَدوه، فكأنهم خدَعوا أنفسهم، كما يقال: فلانٌ يسخر بفلانٍ وما يَسخر (٤) إلا بنفسه.


(١) في (أ) و (ف): " {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ".
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٣٩)، و"التيسير" للداني (ص: ٧٢). وقوله: "بغير ألفٍ": سقط من (أ) و (ف).
(٣) في (ر): "فقال" بدل: "وقال بعض".
(٤) في (ف): "سخر".