للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ}: أي: عن الذُّنوب المفرِطة في القُبح.

{وَالْمُنْكَرِ}: وهو كلُّ ما تنكرِهُ العُقول السَّليمة، ولا يُعرَف في سُنَّةٍ ولا عقلٍ.

وقيل: الفاحشةُ: كلُّ ما يعظُمُ قبحُه فيما يفعلُه الإنسان في نفسِه ولا يظهرُه، والمنكرُ: ما يظهَرُ للنَّاسِ ممَّا يجبُ (١) عليهم إنكارُه.

{وَالْبَغْيِ}: أي: وينهى عن الاستطالة على النَّاس بفضل القوَّة.

وحقيقتُه: طلبُ ما ليسَ له طلبُه، ولا يكون البغيُ إلَّا من الفاعلِ في غيره، فأمَّا الظُّلم فقد يكون في نفسه.

قوله تعالى: {يَعِظُكُمْ}: أي: يحذِّركم مكروهَ العواقب في مخالفةِ أمرِه ونهيه {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}؛ أي: لتتذكَّروا بعقولِكم فتتَّعظوا بمواعظ اللَّه.

وقيل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} فيما بينكم وبينَ ربِّكم أوَّلًا، وليس من العدل أنْ يُعدَل بالشُّكر عن المنعِم إلى غير المنعِم، ولا أنْ يُشركَ في الشُّكر غيرُ المنعِم، وهذا يوجب تركَ عبادة الأوثان، فالتَّوحيد عدلٌ لأنَّ الشِّركَ ظلمٌ، قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣].

وقيل: إنَّ الإحسانَ أن يأتيَ بما أُمِرَ به من الأعمال حسنًا على التَّمام.

وقيل: الإحسانُ إشارةٌ إلى الإخلاص فيه (٢).

فأمَّا ما رُوي في تفسيرها عن السَّلف:


(١) في (ر): "ويجب"، وفي (ف): "ما يجب".
(٢) "فيه" ليس في (أ) و (ف).