وقوله تعالى:{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ}: قيل: هو متَّصل بقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، والصَّحيح أنَّه مبتدأ، ومعناه: الذين كفروا باللَّه بعد إيمانهم.
و {مَنْ} هاهنا للجمع؛ لأنَّه جنسٌ، فيصلح للجمع.
{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ}: هو استثناء منهم؛ يعني: إلَّا مَن أُجبِرَ على الكفر {وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}؛ أي: ساكن به، معتقِد له، فإنَّه ليس في حكمِهم.
{وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: وتقدير الآية على التَّقديم والتَّأخير: الكافرون باللَّه بعد إيمانهم به الشَّارحون لقَبول الكفر واعتقاده صدورًا فعليهم غضب من اللَّه ولهم عذاب عظيم إلَّا مَن أُكِرَه على الكفر؛ فإنَّه لا يستحقُّ غضبَ اللَّه والعذابَ العظيم.
وقيل: نزلت الآية في عمَّار بن ياسر، خرج مهاجرًا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع جماعة، فأخذهم كفَّار مكَّة، وقالوا: إنكم تريدون محمَّدًا، وعذَّبوهم، وأكرهوهم
(١) "وقوله تعالى {مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} جوابهما" ليس في (أ).