للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو ما يُسهِّل إلى المقصد، والمقصودُ وصولُ قُصَّاده، واللَّهُ تعالى بمِرْصاده.

- وقوله في تفسير الصراط أيضًا: إنما سمِّي الدِّين صراطًا لأن مَن كان له مقصودٌ أو مطلَبٌ فإنما يصل إليه بعد قطعِ الطريق، وسلوكِ سواءِ السبيل، واللَّهُ تعالى متعالٍ عن الأمكنةِ، لكنَّ العبد الطالب صاحبُ المكان، فلا بد له من قطعِ المسافات، ومسِّ الآفَات، وتحمُّلِ المَخافات، ليُكرَم بالوصولِ والموافاة.

- وقال في شرح التي بعدها: وقيل: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} في البدايةِ بالعناية، وفي الحالِ بالهداية، وفي النهايةِ بالحماية، قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} [الأنبياء: ١٠١]، وهذا في البداية، وقال تعالى: {أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} [الحجرات: ١٧] وهذا في الحال، وقال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: ٢٧] وهذا في النهاية.

- وقال في تفسير الآياتِ التي في مطلعِ سورةِ البقرة: ثم مجموعُ الآية أنه قال: {لِلْمُتَّقِينَ} وهو مدحٌ بترك كلِّ المخالفات، ثم قال: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} وهو ثناءٌ برأس الطاعات، ثم قال: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} وهو مدحٌ بجامعةِ العبادات، ثم قال: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} وهو مدحٌ بما هو أساسُ السَّخاوات، ثم قال: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} وهو التصديقُ بكلِّ الرسالات، ثم قال: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} وهو الإقرارُ والاعتقادُ بالبعث والجزاء على كلِّ المعاملات، ثم قال: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} وهو شهادةٌ لهؤلاء الموصوفين بالهداية في كلِّ الحالات، وحُقَّ لمن جمَع هذه الصفاتِ أنْ يؤهَّل لهذه الصِّلات.


= يُقال: بَعَث السُّلطانُ بَذْرَقَة مع القافِلَةِ، بالذَّالِ معجَمَةً. . . والمبذرِق: الخفير.
قلت: وينتج أن المراد بها هنا: العون والمدد، وما في معناهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>