للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال: وفي قوله: {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: ٢١] دلالةٌ على شمول القدرة والصَّنعة، وتنبيهٌ عن سِنَة الغفلة، أنهم كانوا فمضَوا، وجاؤوا وانقضَوا، فلا تنسَوا مصيركم، ولا تَستجيزوا تقصيرَكم.

- وفي أولِ يوسف قال: وانتظامُ أوَّل هذه السُّورةِ بآخرِ السُّورة الَّتي قبلَها: أنَّه افتتحَ هذه السُّورة بقوله: {الر} معناه: أنا اللَّهُ أرى من العرشِ إلى الثَّرى، فلي غيبُ السَّماوات العُلى والأراضي السُّفلى، ولسْتُ بغافلٍ عمَّا يعمل الورى.

وقيل: أنا اللَّه أرى ما نزل بيوسفَ مِن البلوى، من الجبِّ والسِّجن والشَّكوى، ثمَّ جعلتُه مَلِك الدُّنيا، وجمعتُه مع شيخِه المبتلَى.

٣ - كما يتميز بتلك النقول الرائعة والأقوال الجامعة المانعة، والتي كثير منها لا تجده في الكتب، وفيها جوامعُ الكلِم، والمواعظُ والحكم:

- ففي تفسير الفاتحةِ في سببِ تسميتها بأمِّ الكتاب أسهَبَ في شرح ذلك وما قيل فيه، ومنه قوله: وقيل: الأمُّ: الإمامُ؛ فالسورةُ إمامُ أهلِ الإسلام، وأمُّ القرى مقصدُ الأَنام، وجهنَّم قيل لها: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: ٩]؛ لأنَّ الكافرَ له إليها المرجعُ والمقام، والدِّماغُ أمُّ الرأس وللرأسِ به القيام؛ فأمُّ القرآنِ تقوم بهذه المعاني العظام.

- وفي الفاتحة أيضًا قال: وقالوا: خيارُ المسلمين سبعةُ أصنافٍ: الحامدونَ، والراجون، والخائفونَ، والمخلِصون، والمتوكِّلونَ، والمستقيمون، والعارفونَ، وفي هذه السورة نصيبٌ لكلِّهم؛ فقولُه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} على نصيبِ الحامدين، وقوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} على نصيبِ الراجين، وقولُه: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} على نصيبِ الخائفين، وقولُه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على نصيبِ المُخلِصين، وقولُه: {وَإِيَّاكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>