للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبلال بن سعد، وأبو حَيَّةَ الأنصاري، وأبيُّ بن كعب، وغيرهم، منهم مَن ساق الحديثَ كلَّه، ومنهم مَن روى شيئًا منه (١)، وقد جمعنا أحاديثَهم في كتابٍ أفردناه له وأَمْليناه على أهل العلم، ومَن أنكر هذا فهو منكِرٌ إمَّا (٢) قدرةَ اللَّه تعالى، أو فضلَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكلُّ ذلك باطل.

وقال مقاتل: كانت ليلةُ الإسراء قبل الهجرة بسنةٍ، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الليلةَ نائمًا في دارِ أمِّ هانئ بنت أبي طالبٍ وزوجِها هبيرةَ بن أبي المغيرةِ (٣) المخزوميِّ، فلما أصبح قال لها: "ألَا أُخبركِ بالعجَب؟ " قالت: بلى! قال: "صلَّيتُ هاهنا صلاةَ العشاء والفجر وذهبتُ فيما بينهما إلى بيت المقدس، ومَثَل لي النبيون فصلَّيتُ بهم" (٤)، فلما أراد أن يخرج تشبَّثت أمُّ هانئ بثوبه فقالت له: ما وراءك؟ فإني أخشى أن يكذِّبك قومُك، قال: "وإنْ كذَّبوني"، فسألتْه أمُّ هانئ عن كيفية خروجه، فقال: "أتاني جبريل ومعه ميكائيلُ بالبراق، وهي دابةٌ دون البغل وفوق


= وغيره، ولم أجد له حديثًا في الإسراء. أما عبد الرحمن بن عابس فهو ليس من الصحابة، وإنما يروي عن أبيه عابس بن ربيعة، وهو -أي: عابس- تابعي كبير كما قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ٥٥٣)، ولم أقف على حديث له في الإسراء أيضًا.
(١) وقد جمع الحافظ ابن كثير في أول الإسراء ما روي فيه من أحاديث، وساقها أحسن سياقة فلتراجع فيه.
(٢) "إمَّا" ليس من (ف).
(٣) في (أ): "وهب".
(٤) إلى هنا رواه بنحوه ابن إسحاق كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٤٠٢)، ومن طريقه الطبري في "التفسير" (١٤/ ٤١٤)، عن الكلبي عن أبي صالح عن أم هانئ، والكلبي ومقاتل متروكان، وقد وقع في متن هذا الخبر نكارة نبه عليها الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٨/ ١٣٧)، وهي أنه صلى العشاء الآخرة والصبح معهم وإنما فرضت الصلاة ليلة المعراج.