للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالتشديد: (أمَّرْنا) (١)؛ أي: ولَّينا وسلَّطنا (٢)، من الإمارة.

وقرئ: (آمَرْنا) بالمد (٣)؛ أي: أكثرنا، وقد أَمِرَ يَأْمَرُ أَمَرًا من باب عَلِمَ (٤): إذا كَثُر، وآمَرَ غيرَه؛ أي: أَمَره (٥)؛ إذا: أَكْثَره، يُؤْمِرُه إيمارًا، قال الشاعر:

إنْ يُغْبَطوا يهبطوا وإنْ أَمِروا... يومًا يصيروا للقُلِّ والنَّفَدِ (٦)

وقوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ}: أي: وجب عليها الوعيد {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}؛ أي: أهلكناها واستأصلناها.

أَخبر أنه لا يعاجل بالعقوبة أمةً ظالمة حتى يُعذِر إليهم غايةَ الإعذار.


(١) نسبت لأبي عثمان النهدي، ورويت عن أبي عمرو وعاصم في غير المشهور عنهما. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٧٩).
(٢) "وسلطنا" ليست في (أ).
(٣) نسبت لخارجة عن نافع. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٧٩).
(٤) لو قال: "من باب فرح" كما في "القاموس" لكان أصوب، لأن (فرح) يوافقه في الماضي والحاضر والمصدر.
(٥) "أي: أَمرَه" ليست في (أ). وقوله: "أَمرَه"، جعله بعضهم بفتح الميم على أنه مما يصير به الفعل متعدِّيًا بعد أن كان بالكسر لازمًا، كما في شَتِرَتْ عينُ الرَّجل بكسر التَّاء، وشَتَرها اللَّه بفتحها، وآخرون لم يقصروا التعدية على الفتح واللزومَ على الكسر، فذكروا أن كسر الميم لغةٌ كفتحها، ومعناها: كثرنا، حكى أبو حاتم عن أبي زيد: أمَر اللَّه مالَه وأمِره -بفتح الميم وكسرها-؛ أي: كثَّره. انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ١١٩)، و"معاني القرآن" للنحاس (٤/ ١٣٣)، و"البحر" (١٤/ ٤١) وفيه تفصيل المسألة.
(٦) في (ف): "للقل والنقل"، وفي (ر): "للقلة والثقل". والبيت للبيد، وهو في ديوانه (ص: ٣٤) برواية: (للهُلْك والنَّكدِ)، و"مجاز القرآن" (١/ ٣٧٣) برواية: (للهلك والنفد)، و"غريب الحديث" للحربي (١/ ٨٨) كرواية المؤلف.