للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلستُ بآتيه ولا أستطيعُه (١) ... ولاكِ (٢) اسقِني إنْ كان ماؤكَ ذا فَضْلِ (٣)

وفي موضع العطف تكون (لكنْ) المُخَفَّفةُ كسائر حروف العطف في العمل، تقول: ما جاءني زيدٌ لكنْ عمرٌو، و: ما رأيتُ زيدًا لكنْ عَمْرًا، و: ما مررتُ بزيدٍ لكنْ (٤) عمرٍو.

وقوله تعالى: {لَا يَشْعُرُونَ}؛ أي: لا يعلمون.

واختُلف في معناه:

قيل: لا يعلمون أنَّهم مفسدون، وأنَّ فِعلَهم إفسادٌ.

قال (٥) الإمامُ أبو منصورٍ رحمه اللَّه: إنْ كان التأويلُ هذا؛ فهو ينقضُ قولَ مَن يقول: إن الحُجَّةَ لا تلزم إلا بالمعرفة، وهو قولُ الناشئ (٦) وغيره من المعتزلة؛ لأنه أخبرَ بفسادِ صنيعهم وإن لم يشعروا به، وهو كقوله أيضًا: {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: ٢]، أخبر بحَبطِ أعمالهم وإنْ كانوا لا


(١) "فلست بآتيه ولا أستطيعه" ليس في (أ) و (ف)، ولكن في هامش (ف): "وتمامه:
فلست بآتيه ولا أستطيعه... ولك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل"
(٢) رسمت في (أ) و (ف): "ولك".
(٣) البيت للنجاشي الحارثي. انظر: "ديوانه" (ص: ٥٦).
(٤) في (ر): "ولكن"، وكذا في الموضعين السابقين بالمشاركة مع (ف).
(٥) في (ر) و (ف): "وقال".
(٦) هو عبد اللَّه بن محمد، أبو العباس، المعروف بابن شرشير الناشئ، شاعر متكلم يعد في طبقة ابن الرومي والبحتري، أصله من الأنبار، وأقام ببغداد مدة طويلة، وخرج إلى مصر فسكنها، وتوفي بها سنة (٢٩٣ هـ)، وكان من كبار المعتزلة. انظر: "تاريخ الإسلام" (٢٢/ ١٨١). وتحرف "الناشئ" في مطبوع "التأويلات" إلى: "الناس".