للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَنْ يَفْقَهُوهُ}: أي: لئلا يفقهوه (١).

{وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}: أي: ثقلًا، ودل ذلك أن أفعال العباد مخلوقةٌ للَّه تعالى، وأن الطاعات والمعاصيَ كلَّها بمشيئة اللَّه، وإنما فعل اللَّه ذلك في حقِّ مَن عَلِم منه اختيارَ الكفر كما مرَّ شرحُه مرات.

وقوله تعالى: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}: أي: وإذا قرأت عليهم (٢) ما فيه ذكرُ التوحيد وذمُّ الشرك أعرضوا نافرِين عنك مفارِقين مجلسَك، والنُّفور: جمع نافر، كالقُعود جمعُ قاعد.

وقيل: هو مصدر، وذُكِر تأكيدًا لقوله: {وَلَّوْا}، وتقديره: ولَّوا توليةً، وقد يؤكَّد الفعل بالمصدر من خلافِ لفظه، قال القَطَامي:

ألم يَحْزُنْكَ أن جبالَ قيس... وتغلبَ قد تبايَنَتِ انْقِطاعًا (٣)

وتقديره: تبايَنَتْ تبايُنًا.

* * *

(٤٧) - {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا}.


(١) في (ر) و (ف): "أي لا يفهموه".
(٢) في (أ): "ذكرت" بدل من "قرأت عليهم".
(٣) البيت في "تفسير الطبري" (١٨/ ٤٣٤)، و"الأزمنة والأمكنة" للمرزوقي (ص: ٥٠٤). وهو من قصيدة في مدح زفر بن الحارِث الكلابي، وكان بنو أَسد أسروا القطامي يوم الخابور وأرادوا قتله، فحال زفر بينه وبينهم وحماه ومنعه وحمله وكساه وأعطاه مئة ناقة. انظر: "خزانة الأدب" للبغدادي (٢/ ٣٦٨).